اختتمت ليلة السبت الأحد (06 و07 يونيو 2015) بمسرح محمد السادس بوجدة، فعاليات النسخة الثانية من المهرجان المغاربي "جاران وثقافة واحدة"، الذي تنظمه جمعية وجدة الألفية للثقافة والتنمية كل سنة، وبدعوة رسمية لإحدى الفرق أو المجموعات الغنائية الجزائرية التراثية، هذا بالإضافة لاستضافة رائد من رواد هذا النمط الغنائي الذي يجمع البلدان المغرب والجزائر فيما بينهما، وذلك لتوطيد العلاقات الثقافية والإنسانية بين البلدين، في ظل ما تعرفه الظروف السياسية والاقتصادية بين الأشقاء من توثر وركود متباينين.. فأهل الفن يتجاوزون في مثل هذه المناسبات الخلافات المتشنجة لمد جسور التواصل الثقافي والفني والرياضي على الدوام، وذلك ترسيخا لمفهوم الدبلوماسية الموازية التي أعطلت أكلها في أكثر من مناسبة وحدث هامين في كلا البلدين.
التظاهرة الفنية المغاربية "جاران وثقافة واحدة"، تخللتها سهرة فنية كبرى، أثثت فضاءها (الفرقة الضيف)، فرقة الفنون الشعبية "النجمة" من مدينة البليدة الجزائرية "مدينة الورود"، التي أدت بالمناسبة كشكولا من الأنغام والرقصات التعبيرية من الفلكلور الجزائري لأربع جهات ترابية مختلفة، وهي من الفرق الغنائية التي تأسست مباشرة بعد استقلال الجزائر، وبالتحديد في سنة 1963 بمدينة البليدة التي تبعد عن العاصمة الجزائر بـ 50 كلم، من طرف مجموعة من الفنانين الرواد الذين كانوا يعتبرون آنذاك أعمدة الموسيقى بهذه المدينة المتميزة بتنوع وغنى ثقافتها. ومن أهدافها الحفاظ على هذا التراث الفني الأصيل والتحسيس بأهمية الموسيقى في أوساط الشباب، وذلك بالتركيز على التكوين في مجالات الموسيقى الأندلسية والشعبية والموشحات، وقد أسست الجمعية في سنة 1990 فرقة للفنون الشعبية حتى تستجيب لمتطلبات شباب الجيل الجديدة، أنجزت في إطارها العديد من العروض الفنية للفلكلور الجزائري، وشاركت بها في العديد من التظاهرات الوطنية والدولية، ومنها المهرجانات المغربية، وعلى سبيل الذكر: مهرجان وليلي الدولي، وموسم طانطان الدولي الذي يعنى بالتراث اللامادي، ومهرجان تورتيت الدولي وغيرها من المهرجانات الدولية الأخرى.
كما استهلت السهرة بعرض شريط مصور يبرز أهم اللحظات القوية للدورة الأولى من مهرجان "جاران وثقافة واحدة"، الذي استضيف له الفنان الجزائري القدير نصرالدين شاولي. ومن اللحظات القوية في المهرجان، تلك الطَلَّة البهية للفنان الجزائري الكبير عبد القادر شعو "المكرم" في هذه الدورة، حيث فاجأته اللجنة المنظمة بعرض شريط له وهو في ريعان شبابه رفقة نادية بنيوسف في "ديو مشترك" أيام زمان: "يا الوالدين"، من خلال نوسطالجيا فنية رائعة. وأدى شعو بالمناسبة أغاني رائعة من ربرطواره الغنائي القديم، وقدم عملا آخرا مع الفنانة المغربية خولة بنزيان في ديو تراثي مغربي جزائري مشترك، ألهب حماس وأحاسيس الجمهور الغفير الذي حضر بكثافة لمسرح محمد السادس بوجدة.
واختتمت السهرة الفنية الكبرى بتكريم عدد من الفنانين والرياضيين والرياضيات الذين تألقوا خلال الموسم الرياضي الحالي بالجهة الشرقية، هذا بالإضافة لبعض الوجوه الفنية وأصحاب القرار بالمدينة الذين ساهموا بدورهم في إنجاح الطبعة الثانية للمهرجان "جاران وثقافة واحدة"، ليضرب الموعد في السنة المقبلة مع دورة ثالثة يطمح من خلالها المنظمون إشراك دول أخرى مغاربية ومتوسطية بحكم عاملي الجوار وتشابه الثقافات الموسيقية.
تعليقات:
